Admin Admin
عدد المساهمات : 1152 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 الموقع : saihat
| موضوع: رحلة خريف السبت نوفمبر 13, 2010 10:09 pm | |
| لحظات بزوغ الفجر, و احتضار الليل , و قصة يوم جديد .. أوراق الأشجار متناثرة هنا و هناك, بعد أن يئست من الصمود , و قررت أن تسقط بهدوء.... مجموعة أطفال, ربما هم تسعة, و ربما أقل ابتسامة لطيفة...شقاوة بريئة...و أم غاضبة ترشف قهوتها من الكوب و تقرأ صحيفة من الورق الأصفر الشاحب, الذي من الولهة الأولى عندما سقطت عيناي عليه اعتقدته إحدى الأوراق التي تساقطت مع أوراق الخريف... تحاول أن تقضي صباحها بهدوء و لكن الأمر لا يبدو كذلك ! على الجانب الآخر...سيدة عجوز تحاول أن تبعد الأوراق التي أصبحت كومة هائلة أمام منزلها ,و لكن سرعان ما يأتي الهواء, و يبعث فيذهب كل ما فعلته هباء...ولكنها تستمر بذلك شيء ما جذبني و أخرجني من كل ذلك التأمل... لا ليسوا الأطفال, و ليست تلك الأم ولا العجوز كذلك...أنين ربما كان قريبا من البكاء اقتربت أكثر و أكثر إلى مصدر الصوت , كانت طفلة صغيرة في عينيها لمحة الطفل البريء , ولكن ما تكاد الدنيا إلا و أن تستنزف كل جروحها... و تقطع آخر أنفاسها , اقتربت منها لكنها ابتعدت , و ملامح الخوف و الرعب ترتسم على وجهها و اقتربت أكثر و أنا أهمس لها ... لا تقلقي و لا تخافي ...لن أؤذيك ووقفت قليلا لمدة تتجاوز الدقيقتين من الساعة و متى أحسست بأن نوعا ما من الأمان قد غمرها ... لا ليس لأني بادرتها ...ولكن ربما لأنها لامست قلبي و مشاعري , قبل أن تحدد من أكون, ربما..رأت نظرتي الحائرة , لألم الذي يبثه صوتي , حاولت أنا أخفي كل ذلك, و لكنها سرعان ما اقتربت مني , عانقتني و بكت بصوت عال يصاحبه نشيج مؤلم, , ولكن .. .أجزم بأنه ليس هناك من يسمعه , أيا كان !!
طبعت قبلة على وجنتيها فأحسست بملوحة دموعها, أحسست بقلبها كالطير الصغير يتهافت و ينبض , تبع كل هذا صمت مطبق..فقط مشاعرنا وحدها هي من تتكلم , فقط أحاسيسنا من كانت تنتقل عبر الأثير , لتستقر حيثما أرادت , همست بين أحضاني قائلة : " ما الهدف من هذه الحياة ؟! و هل نستحق أن نتجرع الألم من أجلها ؟! و يؤرقنا التفكير في غدها , بعدما شتتنا التفكير فيما أحدثناه في ماضيها صمت لدقائق و نظرت إلى عينيها مباشرة , أحاول أن أتدارك دموعي و أن أتكلم " عزيزتي قد نكون كالشمعة التي تحرق نفسها من أجل الآخرين , و لكنهم كالرياح التي أهلكتها ,ربما نكون كالشمس التي تشرق من أجلهم , و كالقمر الذي يناضل, ليبقي نورة هادئا يضفي على حياتهم الأمل و اليقين .. لكنهم سرعان ما يتجاهلون و يتناسون ذلك عزيزتي لن ندعي المثالية , و لكن لنكن جزءا منها , لنكن نبراس هدى, و شعلة أمل , و دمعة تسقي زهور الابتسامة ربما في يوم من الأيام ينثر على القبور و زهورا تزرع على قارعة الطريق .. تبث عبقها عبر الأثير لتصل لقلب من نعشق , لنكن مشاعر تضيء أمانينا التي لم و لن يطالها الموت , طالما بقيت السعادة عنوانا يترأس زوايا حياتنا.. | |
|